للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملائكةِ والروح قدوس قدوس، سبحانَ ربِّنا الأعلى سبحان ذي الجبروتِ والْملكوت والكِبرِياء والسلطان والعظمة سبحانه أبدَا أبدًا.

فنزل جلَّ ذكره، ويحمل عرشَه (ثمانية) (١) وهم الآن أربعة أقدامهم على تخومِ الأرض السفلى والسموات في حجرهم والعرش على مناكبهم، فيضع الله جَلَّ ذكره كرسيه حيث شاء من الأرضِ، ثم ينادي نداء يسمعه الخلائق: يا معشرَ الجنِّ والإنْسِ إنيِّ أنصتُ منذُ خلقتكم إلى يومِكم هذا أسمعُ كلامَكم، وأبصرُ أعمالكم فأنْصتوا لي فإنّما هي صحائفكم، وأعمالكم تقرأ عليكم فمن وَجَدَ خيرًا فليحمد اللهَ ومَنْ وجد غيرَ ذلك فلا يلومنَّ إلاَّ نفسه" (٢).

تنبيه: أوردَ الفخرُ على نزول الملائكةِ سؤالاً وهو أنّه قد ثبت أنّ الأرضَ بالقياس إلى السماءِ كحلقةٍ في فلاةٍ من الأرضِ فكيفَ بالقياسِ إلى العرشِ، والكرسي فملائكة هذه المواضع بأسرِها أين يسعها؟ وأجاب بعضُ المفسرينَ عن ذلك بأنَّ الملائكةَ تكونُ في الغمام انتهى.

قُلْتُ: يرد أنَّ الكرسي يضعه اللهُ جلَّ ذكره حيث شاء من الأرضِ مع أنَّ السموات السبع، والأرضين السبع بالنسبةِ إليه كحلقة ملقاة في فلاة فالأحسن في الجواب ما أجابَ به العلامة أنَّ اللهَ تعالى


(١) في (ب): (ثمانية يومئذ).
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره ٢/ ٣٣٠، وأبو الشيخ في العظمة ٣/ ٨٢٩، وإسحاق بن راهويه في مسنده ١/ ٨٩.