التنبيه الثاني: زعمَ الغزالي في "الدُّرةِ الفاخرةِ" أنَّ بين إتيانِ أهل الموقفِ آدم، وإتيانهم نوحًا ألف سنة، وكذلك كل في بينه وبين الذي يليه ألف سنة، وهذا باطلٌ ومن ثَمّ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: لم أقف لذلك على أصلٍ قال: وقد أكثر في هذا الكتابِ من إيرادِ أحاديث لا أصول لها فلا يغتر بشيء منها. انتهى (١).
وفي حديث أبي هُريرةَ رَضي اللهُ عَنْهُ مرفوعًا: "ثم يأتوني فإِذا جاؤني خرجتُ حَتَّى آتي قدامَ العرَشِ فأخرُّ ساجدًا فلا أزالُ ساجدًا حَتَّى يبعثَ اللهُ مَلَكًا فيأخذ بعضدي فيرفعني فيقول اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أنتَ محمد؟ فأقول: نعم وهو أعلم، فيقول: ما شَأنك؟ فأقول: يا رب وعدتني الشفاعةَ فشفعني في خلقَكَ، واقض بينهم قال: فيقول: قد شفّعْتك ائتهم، واقض بينهم.
قال - صلى الله عليه وسلم -: فأنصرف حَتَّى أقف مع النَّاسِ فبينما نحنُ وقوفُ، إذْ سمعْنا حسًا من السّماء شدِيدًا فهالنا، فنزل أهلُ سماء الدنيا بمثل من في الأرضِ من الجِن والإنس حَتَّى إذَا دَنوا مِن الأرضِ أشرَقت الأَرضُ لنورِهم، فأخذوا مصافهم فقلنا: أفِيكم ربنا؟ فقالوا: لا وهو آت.
ثم ينزلُ أهلُ السمواتِ على قدرِ ذلك التضعيف حَتَّى ينزل الجبارُ في ظللٍ من الغمامِ والملائكةِ ولهم زجل من تسبيحهم يقولون: سبحانَ المَلِك ذي المَلَكوتِ ربِّ العرشِ والجبروت، سبحان الحي الذي لا يموت، سبحان الذي يميت الخلائقَ ولا يموت، سبوح قدوس رب