للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متكبرٍ جبار" (١).

وأخرجَ الإمامُ أحمد، والترمذي عن أبي هريرةَ مرفوعًا: "يخرج عنق من النارِ يوم القيامةِ لها عينان يبصران، وأذنان يسمعان، ولسان ينطق تقول: إنيِّ وُكِّلْتُ بثلاثةٍ بكل جبارٍ عنيد، وبكلِّ مَنْ دعا مع اللهِ إلهًا آخر، وبالمصورين" (٢). قال الحافظ ابن رجب: صححه الترمذي. وفي رواية عند الإمام أحمد: "ومن قتلَ نفسًا بغير نفسٍ" بدل: "المصورين"، وعند البزار "خرج عنق مِن النَّارِ يتكلم بلسان طلق ذلق لها عينان يبصران، ولها لسان يتكلم فتقول: إنيِّ أمِرت بمن جَعَلَ مع اللهِ إلهًا آخر، وبكل جبارٍ، وبمن قتلَ نفسًا بغير نفسِ، فينطلق بهم قبل سائر النَّاسِ بخمسمائة عام (٣).

وخرَّجَ ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة رَضِي اللهُ عَنْهُ قال: "يؤتى بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام آخذ بكلِّ زمام سبعون ألف ملك، وهي تمايل عليهم حَتَّى توقف عن يمينِ العرش، ويلقي اللهُ عليها الذُّل يومئذ فيوحي إليها: ما هذا الذل؟ فتقول: يا رب أخاف أن يكون فيّ نقمة, فيوحي الله إليها: إنَّما خَلقتك نقمة, وليس لي فيكِ نقمة فيوحي الله إليها، فتزفر زفرةً لا تبقي دمعةً في عينٍ إلاّ جرت ثمّ تزفر أخرى فلا يبقى ملكٌ مُقرَّبٌ، ولا نبي مرسل إلاّ صُعِقَ إلاَّ نَبيِّكم نبيَّ


(١) رواه أبو يعلى (١١٤٥).
(٢) رواه الإمام أحمد ٢/ ٣٣٦، والترمذي (٢٥٧٤) وقال: حسن غريب صحيح.
(٣) هو لفظ حديث أبي سعيد أخرجه البزار بهما في مجمع الزوائد ١٠/ ٣٩٢, وهو عند أحمد ٣/ ٤٠ مختصرًا.