للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن للموت سكرةٌ فارتقبْها ... لا يدوايك إذْ أتتْكَ طبيب

ثم تثوي حتى تصيرَ رهينا ... ثم تأتيك دعوةْ فتجيب

بأمور المعاد أنت عليمٌ ... فاعمَلَنْ جاهدًا لها يا أريبُ

وتذكرّ يومًا تحاسبُ فيه ... إن مَن يذّكرّ الممات ينيب

ليس في ساعةٍ من الدهر إلا ... للمنايا عليك فيها رقيبُ

كل يوم ترميك منها بسهم ... إن يخطئ يومًا فسوف يصيب (١)

وقال بعضهم المراد بالنذير الحُمَّى، ومنه قوله عليه السلام: "الحمى رائد الموت". (٢) قال الأزهري: معناه أن الحمى رسول الموت فكأنها تُشعر بقدومه وتنذر بمجيئه، وقيل:

موت الأهل والأقارب والأصحاب والإخوان، فإن ذلك إنذار بالرحيل في كل وقت، وأوان وحين وزمان، وما أحسن قول القائل:

وأراك تحملهم وليس تردُهم ... وكأني بك حُملت فلم ترد


(١) الأبيات في "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب" ١/ ٣٧٥ و ٢/ ١٦٣ عدا الأخير مع اختلاف في بعض الأحرف. وقد ضبطتها من التذكرة (٣٨) ومختصرها (٤٩).
(٢) رواه البيهقي في "الشعب" ٧/ ١٦٧ (٩٨٧٠)، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (٧٣) و (٩٢).
ورواه القضاعي في "مسند الشهاب" ١/ ٦٩ (٥٨) من حديث الحسن مرسلًا.
وهو في الفردوس بمأثور الخطاب (٢٧٩٠) من حديث أنس.
وكذلك (٨١٧٦) من حديث عبد الرحمن بن أبي المرقع، وهو في مجمع الزوائد ٥/ ٩٥ وعزاه للطبراني.