وَجَلَّ يستخلص رجلاً من أمتي على رؤسِ الخلائقِ يومَ القيامة فينشر له" وعند ابن الجوزي: "عليه تسعة وتسعون سجلاً". ولفظ ابن الجوزي بالبناء للفاعل في ينشر ونصب تسعة وتسعين سجلاً. "كل سجل منها مثل مد البصر فيها خطاياه وذنوبه. فيقول له: أتنكر مِنْ هذا شيئا؟ أظلمَك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب. فيقول:"ألك عذر أو حسنة؟ " فيقول: لا يا رب. فيقول الله:"بلى إنّ لك عندنا حسنة، وإنَّه لا ظلم عليك اليوم" فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فقال: إنك لا تظلم. فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة فتطيش". وفي لفظ: "فطاشت السجلات وتثقل" وفي لفظ: "وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم اللهِ شيء".
قال شيخ مشايخنا الإمام العلامة المتقن المحدث أوحد عصره، ورئيس أهل الحديث في الدّيار الشّامية مفتي السادة الحنابلة الشيخ تقي الدين عبد الباقى (١) والد سيدي شيخ الإسلام .......................
(١) هو عبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر بن إبراهيم بن عمر بن محمد بالبعلي، الأزهري الدمشقي، المقرئ المشهور بـ"البدر" ثم بـ "ابن فقيه فِصَّه" وهي قرية ببعلبك من جهة دمشق بنحو فرسخ، وكان أحد أجداده يتوجه ويخطب فيها؛ ولذلك اشتهر بها وأجداده كلهم حنابلة. ولد ببعلبك سنة ١٠٠٥ وقرأ القرآن وأخذ في تعلم الفقه وأجازه علماء مكة. ومن تصانيفه "العين والأثر في عقائد أهل الأثر"، و"رياض الجنة"، و"رسالة في قراءة عاصم" توفي سنة ١٠٧١.=