للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبي المواهب (١) رحمهما الله تعالى: هذا حديث جليل له وقع في القلوب. قال: وقال أبو الحسن الحراني: لمَّا أملى علينا حمزة الكناني هذا الحديث صاح غريبٌ من الحلقةِ صيحة فاضتْ فيها نفسه قال وأنا ممن حَفَرَ جنازَته، وصلىَّ عليه، وهو جيد الإسنادِ انتهى.

قال العلامة في "بهجته" (٢): ثبت بهذا الحديث الصحيح أنَّ الموزون إنَّما هو صحائف الأعمالِ وهذا هو الحق كما قدمنا.

ونقل المفسرون عن مجاهد أنَّ المُرادَ بالميزان العدل (٣). قال الفخر: ويروى مثله عن قتادة، والضحاك قال: وحكاه ابن جبير عن ابن عباس، وبه قال الأعمش، وكثير من المتأخرين، وردَّه الفخر (٤)، وقال: إنَّ حملَ الموازين على مجرد العدل، وصرف اللفظ عن الحقيقة إلى المجاز من غير ضرورة غير جائز لاسيما وقد جاءت الأحاديث


= انظر "هدية العارفين" ١/ ٤٩٧، و"خلاصة الأثر" ٢/ ٢٨٣، و"السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة" ٢/ ٤٣٩.
(١) هو أبو المواهب محمد بن عبد الباقي البعلي الدمشقي الإمام العالم الفهامة، الكامل. ولد بدمشق سنة ١٠٤٤ ونشأ بها وقرأ القرآن واشتغل بطلب العلم على يد والده وكان غواصًا في العلوم بحرًا لا يدرك غوره، وكوكب زهد على فلك التقى دوره. أخذ العلم عن جماعة كثيرة من دمشق، ومصر، والحرمين. وتوفي سنة ١١٢٦ ودفن بقرية مرج الدحداح. انظر "مختصر طبقات الحنابلة" (١١٩)، و"الأعلام" ٦/ ١٨٤.
(٢) انظر "تحقيق البرهان في إثبات حقيقة الميزان" (٦١).
(٣) رواه ابن جرير في "تفسيره " (١٧/ ٣٣).
(٤) انظر "التفسير الكبير" (١٤/ ٢٨) (٢٢/ ١٧٦).