للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من خلقي. فتقول الملائكة: سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك. ويوضع الصراط مثل حدّ الموسى فتقول الملائكة: مَنْ يمشي على هذا؟ فيقول: من شئتُ من خلقي. فيقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك" (١).

وأخرجَ الطبراني بإسنادٍ حسن عن عبد اللهِ رَضِي اللهُ عَنْهُ: "يوضع الصراط على سواء (٢) جهنّم مثل حد السيف الرهف مدحضه أي: مزلقة مزلة أي: لا تثبت عليه قدم بل تزل. عليه كلاليب من نار نحطف أهلها فممسك [هوى فيها] (٣)، ومصروع ومنهم مَنْ يمر كالبرقِ فلا ينشب ذلك أن ينجو، ثم كالريح فلا ينشب ذلك أنْ ينجو، ثم كجري الفرس، ثم كرمل الرجل، ثم كمشي الرجل، ثم يكون آخرهم إنسانًا رجل قد لوحته النار ولقي فيها شرًا حَتَى يدخله الله الجنّةَ بفضل رحمته فيُقال له: تمنّ وَسَلْ. فيقول: أي رب أتهزأ مني وأنت رب العزة، فيقال له: تمنّ وسل حَتَّى إذا اْنقطعت به الأماني قال: لك ما سألت ومثله معه" (٤). قال الحافظ المنذري: وليس في أصلي رفعه.

وفي حديث أبي هريرة عند البخاري: "فإذا جَاء ربُّنا عرَفناه فياتيهم اللهُ فيقول: أنا ربُّكم. فيقولون: أنت ربنا فيدعوهم، ويضرب الصراط بين ظهراني جهنَّم فكونُ أوَّلَ مَنْ يجوزُ مِن الرُّسل بأمَّتِهِ ولا


(١) "المستدرك" (٤/ ٥٨٦)، وصححه الألباني في "الصحيحة" (٩٤١).
(٢) المثبت من (أ) وفي (ب) (جسر).
(٣) ما بين المعقوفتين بياض في (أ) والمثبت من (ب).
(٤) الطبراني في "الكبير" (٨٩٩٢)، والمجمع ١٠/ ٦٥٢ (١٨٤٤٤). انظر: صحيح الترغيب (٣٢٦٧)