للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتكلَّم أحدٌ يومئذ (١) إلا الرسل وكلام الرسل يومئذٍ: اللهُمَّ سَلِّمْ سَلِّم وفي جهنَّم كلاليبُ مثلُ شوكِ السَّعْدان". الحديث.

وفي حديث أبي سعيد الخدري رَضي اللهُ عَنْهُ مرفوعًا عند الشيخين ولفظه لمسلم (٢): "ثم يضرب الصرَاط على جسر جهنَّم، وتحل - الشفاعة، وتقولون: اللَّهُمَّ سلِّم سلِّم". قيل: يا رسول الله وما الجسر؟ قَالَ: "دحْضٌ مَزلَّة" أي: بإسكان الحاء هو الزلق، والمزلة: المكان الذي لا تثبت عليه القدم إلا زلت كما تقدم. "فيه خطاطيف، وكلاليب، وحسكة تكون بنجدٍ فيها شوكة يقال لها السَّعْدان فيمرُّ المؤمنونَ كطرف العينِ، وكالبرق، وكالرِّيح، وكالطَّيرِ، وكأجَاويد الخيل، والرِّكاب. فناج مُسَلَّمٌ ومخدوشٌ مكردس ومكدوش. أي: مدفوع في نارِ جهنَّم حَتًى إذا خلصَ المؤمنونَ من النَّارِ، فوالذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد منا شدة في اْستيفاء الحق من المؤمنين للهِ يومَ القْيامةِ لأخوانه الذين في النار" وفي رواية: "فما أنتم بأشد منا شدة في الحق قد تبين لكم من المؤمنين يومئذ للجبار إذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم فيقولون: ربَّنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون. فيقال لهم: أخرجوا مَنْ عَرفتم فتحرم صورهم على النار" الحديث. ويأتي تمامه إن شاء الله تعالى.

قال القرطبي: معنى يخلص المؤمنون من النارِ أي: يخلصون من الصراط المضروب على النارِ. ودلّ هذا الحديث على أنَّ المؤمنين في


(١) كذا في (أ) أماني (ب) (يومئذ أحد).
(٢) مسلم (١٨٣).