للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هوّنت عليه الموت، حتى يفضي إليّ وليس له حسنة يتقي بها النار" (١).

قال في "الصحاح": فلان آمن في سربه بالكسر أي: في نفسه.

وأخرج ابن أبي الدنيا عن زيد بن أسلم قال: إذا بقي على المؤمن من درجاته شيء لم يبلغه بعمله شُدد عليه الموت؛ ليبلغَ بسكراته وشدائده درجته من الجنة. وإن الكافر إذا كان قد عمل معروفًا في الدنيا هون عليه الموت؛ ليستكمل ثواب معروفه في الدنيا ثم يصير إلى النار.

وأخرج الترمذيّ وحسنه، والحاكم وصححه، وابن ماجه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المؤمن يموت بعرق الجبين" (٢).

وأخرجَ الحاكم والترمذي في نوادره عن سَلمان رضي الله عنه مرفوعًا: "ارقبوا الميت عند الموت ثلاثًا: إن رشحتْ جبينه، وذَرفتْ عيناه -أي: سالتَ- وانتشَر منخاره -أي: انتفخ- فهي رحمة الله تعالى قد نزلت به. وإن غطّ غطيطَ البَكر -أيْ: تردَّد صوته بحيث لا يجد مساغًا. والبَكر من الإبل بمنزلة الفتي من الناس. المخنوق صفة للبكر -وخمد لونه، وأزبد شدقاه، فهو عذاب من الله قد حلّ به" (٣).


(١) أخرجه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" ٧/ ٢٢ بأخصر منه وعزاه محققه لابن عساكر في "تاريخ دمشق" ترجمة عبد الله بن الزبير من طريق الدينوري.
(٢) صحيح رواه أحمد ٥/ ٣٥٥ و ٣٥٧ و ٣٦٠، وابن ماجه (١٤٥٢)، والترمذي (٩٨٢)، والنسائي ٤/ ٥، والحاكم من حديث بُريدة رَضِي الله عَنْهُ.
(٣) "نوادر الأصول" للحكيم الترمذي ١/ ٥٢٣، ورواه الرافعي في "التدوين" ١/ ٤٩٨. إسناده ضعيف.