فيربط يديها ورجليها ثم يجرها، وحمق الضبع أشهر من أن يذكر والله سبحانه وتعالى أعلم.
قال القرطبي: روي عن بعض أهْل العلم أنَّه قال: لن يجوز أحدٌ الصراط حَتَّى يسأل عن سبع قناطر فأمَّا القنطرة الأولى فيسأل عن الإيمان باللهِ وهي شهادة أن لا إله إلا الله فإنْ جاء بها مخلصًا، والإخلاص قول وعمل جاز. ثم يسأل على القنطرة الثانية عن الصلاةِ فإنْ جاء بها تامة جاز. ثم يسأل في القنطرة الثالثة عن صوم شهر رمضان فإنْ جاء به تامًا جاز ثم يسأل في الرابعة عن الزكاة فإنْ جاء بها تامة جاز. ثم يسأل في الخامسة عن الحج، والعمرة فإنْ جاءَ بهما تامين جاز إلى القنطرة السادسة، فيسأل عَن الغَسلِ، والوضوء فإنْ جاءَ بهما تامين جاز ثم يسأل في السابعة وليس في القناطر أصعب منها فيسأل عن ظلامات النَّاس فيا مَنْ غرّه طول الأمل. ولم يتزوّد لمعادِه مِنَ العمل اْفتكر يا مسكين فيما أمامك. واغتنم في الحياةِ أوقاتك وأيامك وانظرْ إذا صرت على الصراط. هل تكون مِنْ أهْلِ الفوزِ أو الاْنحطاط؟ وإذا نظرت إلى جهنَّم تحتك سوداء مدلهمة هل يبقى لك من همه؟ والحال أنه قد لظى سعيرها، وعلا لهيبها وزفيرها، وأنت على متنها ودمعك مجرى، تمشي تارة وتزحف أخرى ولله در القائل حيث قال:
ابت نفسي تتوب فما اْحتيالي ... إذا برزَ العبادُ لذي الجلالِ