البخاري إلا أنَّه قال: يلقى إبراهيم أباه آزر. فذكر القصة. اْنتهى.
قُلْتُ: في صحيح البخاري (١) في موضعين في أحاديث الأنبياء، وفي التفسير عن إسماعيل بن عبد الله قال: حَدَّثَنَي أخي عبد الحميد عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"يلقى إبراهيمُ أبَاهُ آزَرَ يوْمَ القيامةِ، وعلى وجْهِ آزرَ قترةٌ، وغبرةٌ، فيقول لهُ إبراهيمُ: ألم أقلْ لك لا تعصني؟ فيقول: أبوه فاليوم لا أعصيكَ، فيقول إبراهيم: يا ربّ إنكَ وعدْتني أنْ لا تخزُني يومَ يبعثون فأيُّ خزي أخزى مِنْ أن يكون أبي في النارِ؟ فيقول الله: إنِّي حرَّمتُ الجنَّةَ على الكافرين ثم يُقال يا إبراهيمُ ما تحتَ رجليك؟ فينظر فإذا هو بذيخِ متلطخِ فيؤخذُ بقوائمه ويلقى في النَّار".
قال العلماء: والحكمة في كونه مسخ ضبعاً دون غيره من الحيوان أنَّ الضبع أحمق الحيوان ومن حمقه أنَّه يغفل عمَّا يجب له التيقظ ولذلك قال عليّ رَضِي اللهُ عَنْهُ: لا أكون كالضبع يسمع الكدم فيخرج له حَتَّى يصاد والكدم الضرب الخفيف فلمَّا لم يقبل آزر النصيحة مِنْ أشفق النَّاس عليه وقبل خديعة عدوّه الشيطان أشبه الضبع الموصوفة بالحمق؛ لأنّ الصيادين إذا أرادوها رموا في جحرها بحجر فتحسبه شيئاً تصيده فتخرج لتأخذه فتصاد عند ذلك ويقال لها وهي في جحرها: اْطرقي أم طريق خامري أمّ عامر اْستتري بجراد عَطْلى وشاة هَزْلى فلا يزال يقال لها ذلك حَتَّى يدخل عليها الصياد