قُلْتُ: أيّ عقل يرد مثل هذا القصاص أفليس هذا عين العدل؟! وإلا فالعدل أن يسفكَ الدّماء، ويأخذ الأموالَ، وينتهك الْمحارم، ويظلم الضعيف ويؤلمه ثُمَّ لا يؤخذ بمثل هذه الجرائم هذا ممَّا تأباه العقولُ، وتباينه النقولُ فالعدل كلّ العدلِ في الحْسابِ والقصاص، ومن ثمَّ جعله اللهُ سبحانه وتعالى بين عبادِه ولولا ذاك لأكلَ القويُّ الضعيفَ إذ لا يخشى في هذه الدُّنيا مِنْ ضعفِه، ولا يخاف يومَ القيامةِ من ذنبه، فويل لأهْلِ الإفك، والابتكار من غضبِ الجبارِ ما أجرأهم على أحاديث المصطفى بالردِ، والتزييف، والطعن، والتضعيف، سبحان الله عمَّا يصفون! فليتربصوا فسوف يعلمون فعلى العاقل أنْ يحاسبَ نفسَهُ قبلَ يوم الحْسابِ، ويعاتبها قبل أنْ لا ينفع العتاب ومِنْ ثَمَّ قال سيدنا عمر بن الخطاب رضوان الله عليه: حاسبوا أنفسَكم قبل أنْ تُحاسبوا، وزنوها قبل أنْ توزنوا. وحساب النفسِ هو التوبة النصوح، وتدارك ما فرط من تقصير في أداءِ الفرائض، ويرد المظالم إلى أهلها حبة حبة، ويستحل ما يمكنه اْستحلاله. والله الموفق.