للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرجَ مسلم عن ثوبان رَضِي اللهُ عَنْهُ، عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "إني لبِعُقْرِ حوضي" أي: مؤخره وهو بضم العين وإسكان القاف "أذودُ النَّاسَ لأهْل اليمنِ" أي: أطردهم وأدفعهم ليرد أهل اليمن قاله ابن المنذر "أضربُ بعصاي حَتَّى يرفض عليهم" فسُئِل عن عَرضِه؟ فقال: "من مقامي إلى عمان". وسُئِل عن شرابه؟ فقال: "أشدُّ بياضاً مِنَ اللَّبَن، وأحْلى مِنَ العْسلِ يَغُت" أي: بغين معجمة مضمومة ثم مثناة فوق أي: يجريان "فيه ميزابانِ يمدَّانِهِ مِنَ الجْنَّةِ، أحدُهمُا من ذهبِ، والآخر من وَرِقٍ" (١).

وروى الترمذي، وابن ماجه، والحاكم وصححه عن أبي سلام الحبشي قال: بعث إليّ عمر بن عبد العزيز فَحُمِلت على البريد فلمَّا دخلت إليه قلت: يا أمير المؤمنين لقد شق عليّ مركبي البريد فقال: يا أبا سلام ما أردتُ أنْ أشق عليكَ ولكن بلغني عنك حديثٌ تحدثه عن ثوبان، عن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في الحوض فأحببتُ أن تشافهني به فقلت: حَدَّثَنَي ثوبان أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "حوضي مثل ما بين عدن إلى عمان البلقاء ماؤه أشد بياضاً من الثلج، وأحلى منَ العْسل، وأكوابه عدد نجوم السماء، مَن شربَ منه شربةً لم يظمأ بعدها أبداً، أوّل النَّاسِ


= في السنة (٥٨٨، ٧٢٩) وفي "الآحاد والمثاني" (١٢٤٧، ١٢٤٨)، والطبراني في الكبير (٧٦٧٢، ٧٦٧٥)، والبيهقي في "البعث والنشور" (١٣٤).
(١) مسلم (٢٣٠١)، "الأجري في الشريعة" ص (٣٥٣)، والبيهقي في "البعث والنشور" (١٣٣)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" (٣/ ٤٩).