للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروداً عليه فقراء المهاجرين الشعث رءوساً" أي: البعيد عهدا بدهن رأسه، وغسله، وتسريح شعره. "الدنس ثياباً" أي: الوسخ ثيابًا وهو بضم الدال والنون جمع دنس. "الذين لا ينكحون المنَعَّمَات، ولا تفتح لهم الأبواب السدد". فقال عمر: قد نكحت المنعمات فاطمة بنت عبد الملك، وفتحت لي الأبواب السدد ولا جرم لا أغسل رأسي حَتَّى يشعث، ولا ثوبي الذي يلي جسدي حَتَّى يتسخَ (١).

وأخرجَ الإمام أحمد بإسنادٍ حسن عن ابن عمر رَضي اللهُ عَنْهُما أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "حوضي كما بين عدن وعمان أبَرد من الثلج، وأحلى منَ العْسل، وأطيب ريحًا من المسك أكوابه مثل نجوم السماء، مَنْ شربَ منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، أوّل الناسِ عليه وروداً صعاليك المهاجرين". قال قائل: من هم يا رسول اللهِ؟ قال: "الشعثة رؤوسهم الشحبة" أي: بفتح الشين المعجمة وكسر المهملة بعدها موحدة المتغيرة "وجوهم" وذلك من جوع أو هزال أو تعب "الدنسة" أي: الوسخة ثيابهم "ثيابهم لا تفتح لهم السدد" أي: الأبواب المغلقة وذلك لإهانتهم عند الناس وعدم اْكتراثهم بهم "ولا ينكحون المنعمات الذين يعطون كلّ الذي عليهم ولا يأخذون كلّ الذي لهم" (٢).


(١) الترمذي (٢٤٤٤)، وابن ماجه (٤٣٠٣)، والحاكم (٤/ ١٨٤)، والبيهقي في الشعب (١٠٤٨٥) وفي البعث (١٣٥)، والطيالسي (٩٩٥)، والطبراني في "الأوسط" (٣٩٨)، وابن أبي عاصم في السنة (٧٠٦، ٧٠٠٧، ٧٤٧، ٧٤٩)، والطبراني في "الكبير" (١٤٣٧).
(٢) وواه أحمد ٢/ ١٣٢.