للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من اللؤلؤ ما بين أخضر وأصفر وأبيض ثمَّ يتكئ عَلىَ أريكة أي: سرره التي في الحجال فلا تكون أريكة إلا إِذَا اْجتمعا ثمَّ يرفع طرفه إلى سقفه فيراه كالبرق، فيقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} قَالَ: فتناديهم الملائكة {تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: ٤٣] وسنذكر إن شاء الله ما يشفي ويكفي في صفة الجنة.

وأما أهل النار فقد قَالَ تعالى: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (٨٦)} أي: عطاشًا مشاة عَلىَ أرجلهم قَدْ تقطعت أعناقهم] (١).

من العطش. والوِرد: جماعة يردون الماء.

وقال الفخر: يُساقون إلى النَّارِ إهانةً لهم، واستخفافًا بهم كَنعَمٍ عطاشٍ تُساق إلى الماءِ. وقال الواحدي: يُساقون إليها وهم ظمأ والورد: الجماعة التي ترد الماء، ولا يرد أحدٌ الماءَ إلا بعد العطش اْنتهى.

وقال الثعلبي في قوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا} [الزمر: ٧١] أي: يساقون سوقًا عنيفًا يسحبون عَلَى وجوههم إلى النَّارِ زمرًا أفواجًا بعضها على أثر بعض كلّ أمّة على حدة بعد أنْ يقفوا على بابها حَتَّى تفتحت أبوابها؛ لأنَّها لا تفتح إلاَّ بعد مجيئهم وفي وقوفهم ثم مذلة ومهانة وهكذا حال السجون في الدُّنيا ولا ريب أنَّ النَّارَ سجنُ الآخرةِ نسألُ الله سبحانه وتعالى أنْ يعافينا منها بمنّه وكرمه.

وأمَّا أهْلُ الجْنَّةِ: فلا يقفون على أبوابها بل يجدون الأبوابَ


(١) ما بين معقوفتين سقط من (أ) من ص ٨٩٧ واستدركناه من (ب).