والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدًا منها حديث المنام الطَّويل (١) الذي يقول فيه: "رأيتُ رجلًا مِنْ أمتي قَد بسط عليه عذاب القبر فجاءه وضوءه فاستنقذه مِنْ ذلك، ورأيتُ رجلاً مِنْ أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكرُ اللهِ عَز وَجلَّ فطردَ الشياطين عنه، ورأيت رجلاً منْ أمَّتي قد احتوشته ملائكة العذابِ فجاءته صلاتهُ فاستنقذته من أيديهم، ورأيت رجلاً مِنْ أمتي يلتهبُ عطشا كلَّما دنا مِنْ حوضِي منع منه وطرد فجاءه صيامه شهر رمضان فأسقاه وأرواه، ورأيتُ رجلًا من أمتي ورأيت النبيين حلقا حلقا كلّما دنا إلى حلقة طرد فجاءه غسله مِنَ الجنابةِ فأخذ بيده فأقعدَه إلى جنبي، ورأيتُ رجلاً من أمتي مِن بين يديه ظلمة ومِن خلفِه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة ومن فوقه ظلمة وهو متحير فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النّورِ، ورأيتُ رجلًا مِنْ أمتي يتقي بيده وجهة وهج النَّارِ وشررها فجاءته صدقته فصارت سترة بينه وبين النَّارِ وظلاً على رأسه، ورأيتُ رجلًا من أمتي يكلّم المؤمنين ولا يكلمونه فجاءته صلته لرحمه فقالت: يا معشرَ المؤمنين إنَّه كان واصلاَ لرحمه فكلموه فكلمه المؤمنون
(١) ورد في هامش الأصل: ومصدره كما في الجامع الصَّغير: إنِّي رأيت البارحة عجبًا؛ رأيت رجلاً من أمتى قد احتوشته ملائكة العذاب فجاء إليه وضوؤه فاستنقذه من ذَلكَ ورأيت رجلًا من أمتي قد بسط عليه عذاب القبر فجاءته صلاته فاستنقذته من ذَلِكَ. إلى آخره وفيه: مغايرة للألفاظ الحديث هنا فيحتاج ما هنا لتحريره أهـ. الحديث في نوادر الأصول (٣٢٤) ضعفه صاحب الفيض القدير (٣/ ٢٥) والألباني في ضعيف الجامع! انظر ص ٢٨١ ت (٢).