(٢) ورد في هامش الأصل: قوله "خلق الرحمة ... إلخ" لا يذهب عليك أن هذه الرحمة مخلوقة لله سبحانه وتعالى، لا أنَّها صفته -تعالى الله عن ذَلِكَ- فإن الله وصفاته قديم وهي قديمة، فالرحمة التي هي صفة الله تعالى قديمة قائمة بذاته لا تشابه صفات المخلوقين ولا نردها إلى الإرادة كما ذهب إليه المتكلمة لزعمهم أن الرحمة هي الرقة، أي: رقة القلب والميل والله تعالى منزه عن ذَلِكَ، قلنا: رحمة الله غير رحمة العبد كما أن سمعه وبصره وعلمه وكلامه وقدرته وإرادته كلها بخلاف صفة العبد فصفات الله قديمة وصفات العبد محدثة، وحقيقة صفات الله غير حقيقة صفات العبد فالله قديم بصفاته وأسمائه، إذ صفات القديم قديمة، والعبد محدث مخلوق وصفاته كذلك، ومن زعم أن الرحمة ترد إلى الإرادة فقد وقع فيما فر منه كما يعلمه من له دقة فهم وأمَّا هذه الرحمة التي خلقها الله فهي غير صفته تعالى لأنَّ صفته لا تنفك عنه ولا تتجزأ كما لا يخفى على من له تحقيق والله ولي التوفيق مؤلف من خطه نقلها. (٣) كذا في (أ)، و (ط) وهو الصواب والمثبت في (ب): (المؤمن). (٤) ورد في هامش الأصل: القصد منه ضرب المثل لنا ليعرف به التفاوت بين القسطين في الدارين لا التقسيم والتجزئه فإن رحمته تعالى غير متناهية. أهـ. (٥) ومسلم (٢٧٥٢، ٢٧٥٣، ٢٧٥٥).