من السلف، ولا من أهْلِ السنة وهو رأي أهل البدع وبرده وتزييفه أئمة السنة والجماعة، والأكابر قطعام تريدون أنَّها لم تخلق بكمالها لها، وجميع ما أعد الله لأهلها من نسائها ورجالها، وأنَّها لا يزال الله يحدث فيها شيئًا بعد شيء وإذا دخلها المؤمنون أحدث الله فيها عند دخولهم أمورًا أخرى فهذا حق لا يمكن رده، وأدلتكم إنَّما تدل على هذا القدر، وحديث ابن مسعود، وحديث جابر (١) صريحان في أن أرضها مخلوقةٌ، وأنَّ الذكرَ الذي ينشئ الله سبحانه وتعالى لقائله منه غراسًا في تلك الأرض، وكذا بناء البيوت بالأعمال المذكورة، والعبد كلَّما وسع في الأعمالِ الصالحةِ وسع اللهُ له في الجنةِ، وكلَّما عمل خيرًا غرس له هناك غراس وبني له بيت وأنشئ له من العمل أنواع مما يتمتع به وهذا لا يدل على أنَّ الجنَّةَ لم تخلق بعد ولا يسوغ إطلاق ذلك أبداً.
وأمَّا احتجاجكم بقوله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} فإنَّما أوتيتم ذلك من عدم فهمكم معنى الآية واحتجاجكم بها على عدم وجود الجنَّةِ والنَّار الآن نظير احتجاج إخوانكم بها على فنائهما وخرابهما وموت أهلهما فلا أنتم وفقتم لفهم معناها، ولا إخوانكم، وإنَّما وفق لذلك السلف الصالح وأئمة الإسلام.
قال البُخاريّ في صحيحه: قوله {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}