للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأشعري رَضِي اللهُ عَنْهُ مرفوعًا: "إذا قبض اللهُ ولداً لعبد قال: يا ملك الموت قبضت قرة عينه وثمرة فؤادِه؟ قال: نعم. قال: فما قال عبدي؟ قال: حمدك، واسترجع. قال: ابنوا له بيتًا في الجنةِ وسموه بيت الحمد" (١).

وفي المسند أيضاً من حديثه أيضاً قال - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَلَّى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة بنى له بيت في الجنَّة" (٢).

قال المخالف: وليس هذا من أقوال أهل البدع والاعتزال كما زعمتم فهذا ابن مزين قد ذكر في "تفسيره" عن نافع وهو من أئمة السنة أنَّه سئل عن الجنةِ: أمخلوقة هي؟ فقال: السكوت عن هذا أفضل.

هذه شبه أهل الاعتزال والزيغ والضلال والجواب مع ما تقدم عن هذه الشبه أن نقول لهم: ما تعنون بقولكم لم تخلق بعد؟ أتريدون أنَّها الآن عدم محض لم تبرز إلى الوجودِ كالنفخِ في الصورِ، وقيام النَّاس من القبور؟ فهذا باطلٌ مردود وقائله مدحوض مبعد بالأحاديث الصحيحة، والأخبار الصريحة وهو قول مخترع لم يقله أحد


(١) أحمد (٤/ ٤١٥) عبد بن حميد (٥٥١) البغوي في السنة (١٥٤٩) ابن حبان (٢٩٤٨).
(٢) أحمد (٤/ ٤٠٣) (٦/ ٣٢٦)، والبزار (٧٠١، ٧٠٢)، و "الأوسط" (٩٤٣٢) وله شاهد من رواية أم حبيبة عند مسلم (٧٢٨)، وأحمد (٤/ ٤١٣) (٦/ ٤٢٦)، وأبو داود (١٢٥٠)، وعائشة عند ابن أبي شيبة (٢/ ٢٠٣)، والترمذي (٤١٤)، وابن ماجة (١١٤٠)، وأبي هريرة عند ابن أبي شيبة (٢/ ٢٠٤)، وابن ماجة (١١٤٢)، والنَّسائيُّ (٣/ ٢٦٤)، وأحمد (٢/ ٤٩٨).