للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يخلقا فهو مكذب لرسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وبالقرآن كافر بالجنَّةِ والنَّار يستتاب فإن تاب وإلا قُتِلَ.

وقال في رواية عبدوس بن مالك العطار (١) وذكر رسالة في السنة إلى أن قال (٢): والجنة والنَّار مخلوقتان كما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اطلعت في الجنَّة -فرأيت أكثر أهلها كذا وكذا، واطلعت في النَّارِ فرأيت أكثر أهلها كذا وكذا" (٣). فمنْ زعم أنَّهما لم يُخلقا فهو مكذب بالقرآن، وأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أحسبه يؤمن بالجنةِ والنَّار لخصت هذا كله من كلام الإمام المحقق في حادي الأرواح وقد أجاد وأفاد قدس الله روحه ونور ضريحه.

تنبيه: لا يذهب وهمك من كلام الإمام أحمد رَضي اللهُ عَنْهُ إلى نوع تشبيه أو تمثيل معاذ الله فهو رَضي اللهُ عنْهُ أبعد خلق الله من ذلك ولكن نؤمن بأنَّ الله كما أخبر لاَ كما يخطر للبشرِ فهو


= "اطلعت في الجنَّة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النَّار فرأيت أكثر أهلها النساء" أهـ. البُخاريّ (٣٢٤١)، الترمذي (٢٦٠٣)، أحمد (٤/ ٤٢٩).
(١) كانت له عند الإمام أحمد منزلة وله به أنس شديد وكان يقدمه، وقد روى عن الإمام أحمد مسائل لم يروها أحد غيره، ولم تقع إلينا كلها. انظر ترجمته في "طبقات الحنابلة" (١/ ٢٤١)، "المنهج الأحمد" (١/ ٤٣٥)، "سير أعلام النبلاء" (١١/ ١٨٢)، يسر الله إتمام شرحها والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات فقد شرحتها على الطلاب أكثر من ثلاث مرات في القصيم، الباحة، أبها.
(٢) انظر "طبقات الحنابلة" (١/ ٢٤١).
(٣) كما في حديث عمران بن حصين عند البُخاريّ (٣٢٤١) وتقدم.