للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقل: إنَّما يعني بذلك العلم؛ لأنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ على العرشِ فوق السَّماءِ السابعة العليا يعلم ذلك كله وهو بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان.

وقال الإمام أحمد رَضي اللهُ عَنْهُ أيضاً في رواية أبي جعفر الطَّائي محمَّد بن عوف بن سفيان الحمصي (١) قال الخلال في حقه: حافظ إمام في زمانه معروف بالتقدم في العلم والمعرفة كان الإمام أحمد رَضي اللهُ عَنْهُ يعرف له ذلك، ويقبل منه، ويسأله عن الرجال من أهَل بلده قال: أملى عليَّ الإمام أحمد بن حنبل فذكر من "رسالته في السنة" (٢) ثم قال في أثنائها: وأنَّ الجنَّةَ والنارَ مخلوقتان قد خلقتا كما جاء في الخبر قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "دخلتُ الجنَّةَ فرأيت فيها قصراً ورأيت الكوثر (٣)، واطلعت في النَّارِ فرأيت "أكثر أهلها كذا وكذا" (٤) فمنْ قال: إنَّهما لم


(١) هو الحافظ المجود الثقة محمَّد بن عوف الطَّائي، قال فيه الإمام أحمد ما كان بالشام منذ أربعين سنة مثل محمَّد بن عوف، توفي سنة سبعين ومئتين. انظر "طبقات الحنابلة" (١/ ٣١٠) "سير أعلام النبلاء" (١٢/ ٦١٣).
(٢) انظر "طبقات الحنابلة" (١/ ٣١١، ٣١٣) للاطلاع على نص الرسالة.
(٣) هذا الشطر مجموع من حديثين من رواية أنس "دخلت الجنَّة فرأيت فيها قصراً" أخرجه البُخاريّ (٣٦٨٠)، والترمذي (٣٦٨٨)، وأحمد (٣/ ١٠٧) ولفظه "ورأيت الكوثر" ليس بهذا اللفظ وإنَّما هو بلفظ: "دخلت الجنَّة، فإذا أنا بنهر" الحديث أخرجه أحمد (٣/ ١٠٣)، البغوي (٤٣٤٣)، وابن حبان (٦٤٧٢، ٦٤٧٣).
(٤) ورد في هامش الأصل: كالحديث الذي رواه الإمام أحمد ومسلم والترمذي عن أنس، والبخاري والترمذي عن عمران بن حصين قَالَ: (قَالَ - صلى الله عليه وسلم -): =