للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والصحيح هو المتفق على صحته والله أعلم (١).

روى ابن مسلم عن خليد عن الحسن في قوله تعالى: {مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ} ترى أي: تشاهد وتنظر وذكر أيضاً عن قتادة قال: "أبواب يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، تتكلم وتكلم وتفهم ما يقال لها: انفتحي انغلقي" (٢). وأخرج أبو الشَّيخ عن عبد الله أن غياث الفَزَاريُّ قال: "لكل مؤمن في الجنَّة أربعة أبواب: فباب يدخل عليه زواره من الملائكة، وباب يدخل عليه أزواجه من الحور العين، وباب مقفل فيما بينه وبين أهل النار يفتحه إذا شاء ينظر إليهم لتعظم النعمة عليه وباب فيما بينه وبين دار السَّلام يدخل فيه على ربه إذا شاء" (٣).

قلت: ومراده قطعًا أبواب منزله في الجنَّة لا أبواب الجنَّة كما لا يتشبه على ذي فهم والله أعلم. ومن "حادي الأرواح" عن أنس مرفوعًا "أنا أول من يأخذ حلقة باب الجنَّة ولا فخر" (٤) وفي حديث الشفاعة عنه أيضاً أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يأخذ بحلقة باب الجنَّة فأقعقعها" (٥).

قال المحقق: وهذا صريح في أنَّها حلقة حسية تقعقع وتحرك قال:


(١) انظر "حادي الأرواح" ص ٩٢.
(٢) رواه أبو نعيم في "صفة الجنَّة" بهذا الإسناد رقم (١٧٣).
(٣) انظر "حادي الأرواح" ص. ٩٤ نقل هذا القول ابن رجب في "التخويف من النَّار" ص ١٥٧.
(٤) رواه العقيلي في "الضعفاء الكبير" ٣/ ٢٠٠ ترجمة: عثمان بن دينار، ولفظه: "أنا أول ضارب حلقة باب الجنَّة ولا فخر".
(٥) سبق تخريجه قريباً.