للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويُذكر عن على كرم الله وجهه: من قال: لا إله إلَّا الله الملك الحق المبين في كل يوم مائة مرَّة كان له أمان من الفقر وأؤمن من وحشة القبر واستجلب بها الغناء واستقرع به باب الجنَّة (١).

قال: ولما كانت الجنان درجات بعضها فوق بعض كانت أبوابها كذلك وباب الجنَّة العالية أوسع من باب الجنَّة التي تحتها وكلما علت الجنَّة اتسعت فعاليها أوسع مما دونه وَسعت الجنان بحسب وسع الجنَّة قال: ولعل هذا وجه الخلاف الذي جاء في مسافة ما بين مصراعي الباب. قال: ولهذه الأمة باب مختص بهم يدخلونها منه دون سائر الأمم.

أخرج الإمام أحمد عن عمر رضي اللهُ عنهما: أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "باب أمتي الذي يدخلون منه الجنَّة عرضه مسيرة الرَّاكب ثلاًثا ثم إنهم يضغطون عليه حتَّى تكاد مناكبهم تزول" (٢).

قوله: يضغطون أي يزدحمون حتَّى يحصل لهم بسب ذلك ضيق وقهر من شدة الزحمة والمراد أنَّه مع سعته يكون عليه ازدحام والله أعلم.

وأخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي اللهُ عنه: عن النَّبيِّ أنَّه قال: "أتاني جبريل فأخذ بيدي فأراني باب الجنَّة الذي تدخل منه أمتي" (٣).


(١) أبو نعيم في "صفة الجنَّة" رقم (١٨٥)، انظر ت (٢) ص ٩٥٧.
(٢) رواه التِّرمذيُّ (٢٥٤٨) كتاب: صفة الجنَّة، باب: ما جاء في صفة أبوب الجنَّة، وأبو يعلى ٩/ ٤٠٧ (٥٥٥٤). من حديث ابن عمر، ولم أجده عند أحمد، ولا من حديث عمر.
(٣) رواه أحمد في "فضائل الصّحابة" ١/ ٢٧٣ (٢٥٨)، وأبو داود (٤٦٥٢) كتاب: السنة، باب: في الخلفاء، وضعفه الألباني.