للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحديث. قال: في "حادي الأرواح" (١): روينا في "معجم الطبراني" أن لقيط بن عامر خرج وافدًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قلت: يا رسول الله فما الجنَّة والنَّار؟ قال: "لعمر إلهك إن للنار سبعة أبواب ما منهن بابان إلَّا يسير الراكب بينهما سبعين عامًا وأن للجنة ثمانية أبواب ما منهن بابان إلَّا يسير الراكب بينهما سبعين عامًا" (٢). وذكر الحديث بطوله ثم قال: وهذا الظاهر منه أن هذه المسافة بين الباب والباب لأنَّ ما بين مكّة وبصرى لا يحتمل التقدير بسبعين عامًا. ولا يمكن حمله على باب معين لقوله: ما منهن بابان. قلت: وإلى هذا أشار المحقق في النونية بقوله:

أبوابها حقاً ثمانية أتت ... في النَّصُّ وهي لصاحب الإحسان

باب الجهاد وذاك أعلاها وباب ... الصوم يدعى الباب بالريان

ولكل سعي صالح باب ورُب السعي ... منه داخل بأمان

ولسوف يدعى المرء من أبوابها ... جميعاً إذا وافى حلي الإيمان

منهم أبو بكر هو الصِّديق ذاك ... خليفة المبعوث بالقرآن

وسبعون عامًا بين كل اثنين منها ... قدرت بالعدو إلحان

هذا حديث لقيط المعروف بالخبر ... خبر الطويل وذا عظيم الشأن

وعليه كل جلالة ومهابة ... ولكم حواه بعد من عرفان

لكن بينهما مسيرة أربعين ... رواه حبره الأمة الشيباني

ومسند بالرَّفع وهو لمسلم ... وقف كمرفوع بوجه ثاني


(١) انظر "حادي الأرواح" ص (٩٨).
(٢) "المعجم الكبير" للطبراني ١٩/ ٢١١ - ٢١٥ (٤٧٧)، ومسند أحمد (٤/ ١٣ - ١٤) أبو داود (٣٢٤٩) سيأتي في ص ١١٧٢، ١١٧٣.