للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تيمية طيب الله ثراه كلام حسن في جزء سمّاه "وجوب الاعتصام بالرسالة" فمنه: اعلم أن السعادة والهدى في متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأن الضلال والشقاء في مخالفته وأن كل خير في الوجود إمَّا عام وإما خاص فمنشأه من جهة الرسول وأن كل شر بالعالم وكل شر مختص بالعبد فسببه مخالفة الرسول أو الجهل بما جاء به وأن سعادة العباد في معاشهم ومعادهم باتباع الرسالة والرسالة ضرورية للعباد لابد لهم منها وحاجتهم إليها فوق حاجتهم إلى كل شيء والرسالة روح العالم ونوره وحياته فأي صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور والدنيا مظلمة ملعونة كلها إلَّا ما طلعت عليه شمس الرسالة. وكذلك العبد ما لم يشرق في قلبه شمس الرسالة ويناله من حياتها وروحها فهو في ظلمة وهو من الأموات قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلَّا بقايا من أهل الكتاب" (١) وهذا المقت كان لعدم هدايتهم بالرسل فرفع الله عنهم هذا المقت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبعثه الله رحمة للعالمين وحجة للسالكين وحجة على الخلائق أجمعين.

قال: وافترض الله سبحانه وتعالى على العباد طاعة نبيه ورسوله ومحبته وتعزيره وتوقيره والقيام بأداء حقوقه وسد إليه جميع الطرق فلم يفتح لأحد إلَّا من طريقه. انتهى.


(١) رواه مسلم (٢٨٦٥) كتاب: الجنَّة ونعيمها، باب: الصفات التي يعرف بها في الدُّنيا أهل الجنَّة وأهل النَّار. وأحمد ٤/ ١٣٢. والطبراني في "الكبير" ١٧/ ٣٦١ (٩٩٥).