القرآن الكريم، ومنها ما تم بحثه بتوسع في مجال إعجاز القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ووجدوا ارتباط كبير بين المصالح العامة والفردية وبين الأوامر القرآنية وآيات الإعجاز فيه. قال تعالى:(وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)(١). وسنقدم فيما يلي أمثلة مع الأدلة لعرض توافق المصالح مع الأدلة في غالب الأحوال.
مثال لتوافق مقاصد القرآن الكريم مع المصالح العامة:
كما بينا سابقاً، لقد تبين للناس لاسيما حديثاً كيف أن مقاصد القرآن الكريم تتوافق مع المصالح الضرورية للفرد والتي لو فقدها الفرد لخسر الدنيا والآخرة. والمصالح الضرورية تتكون من حفظ الدين والنفس، والنسل، والمال، والعقل. ونجد علماء الفقه ومقاصد الشريعة أكثر توسعا وتفصيلا في هذا الشأن لأنه يساعدهم في استنباط الأحكام الشرعية المستجدة لاسيما في فقه النوازل والمحدثات المكتشفة في العصر الحديث. فنأخذ مثال بعرض مقاصد القرآن على مصلحة حفظ الدين على سبيل المثال، وعليه يمكن قياس بقية المصالح، سواء كانت ضرورية أو حاجيه أو تحسينية. فقد دعا القرآن الكريم إلى الحفاظ على الدين الذي هو أحد المصالح الضرورية، ونهي عن كل ما يمنع الفرد عن ممارسة شعائره الدينية بشكل صحيح. ونجد علاقة واضحة بين الحفاظ على الدين وبين مقاصد القرآن الكريم عند ابن عاشور. ومن ذلك:
• مقصد تصحيح المعتقد يرتبط بوضوح مع المصلحة الضرورية في حفظ الدين، وذلك لأن العقيدة السليمة ضرورية لإقامة الدين الصحيح، ومن دونها لا يُقبل الدين.
• مقصد سياسة الأمة يساعد على امن واستقرار الدولة مما يساعد الناس على إقامة شعائرهم الدينية. كما أنه يساعد في إعمار المساجد ودور تلاوة القرآن وبناء معاهد وجامعات لتدريس العلوم الشرعية، مما يحفظ ويساعد على تعلم وإقامة شعائر الدين وحفظه.
• مقصد التشريع يساعد في حفظ الدين، وذلك لأن من أحكام الشرع ما أقيم لحفظ الدين، مثل: تشريع الجهاد لإقامة الدين، وتشريع حد الردة للمرتدين، وتشريع بقية الحدود لحفظ الدين ومنع الناس من افساد دينهم بعمل المعاصي التي تؤدي إلى إقامة الحدود وغيرها من كبائر وصغائر الذنوب.
• مقصد التعليم يساعد على تعلم العلوم الشرعية ويساعد بذلك على حفظ الدين.
• مقصد القصص القرآني يساعد على وعظ الناس وتشجيعهم على الرجوع إلى الله وإقامة دينه.