للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• مقصد تهذيب الاخلاق يساعد على حفظ الدين، حيث دعت كثير من آيات القرآن إلى تهذيب النفوس وتزكيتها، وهو جزء من ديننا الحنيف. فالعلاقة بين حفظ الدين ومقصد تهذيب الأخلاق مرتبط في شكل دائري مغلق وكل منهما يؤدي إلى الآخر.

• مقصد إعجاز القرآن يساعد على حفظ الدين، وذلك لأنه يؤدي إلى زيادة إيمان الناس ودخول غير المسلمين منهم في دين الإسلام.

• مقصد المواعظ والانذار والتحذير والتبشير يدعو الناس إلى الهداية والخوف من عذاب الله وتقواه وعمل الصالحات طمعا في الجنة وكل هذا وغيره يؤدي إلى حفظ الدين وزيادة الايمان بالقلب والعمل الصالح.

• مقصد صلاح الأحوال الفردية والجماعية والعمرانية يؤدي إلى حفظ الدين وذلك لأنه يساعد على الاستقرار وإقامة شعائر الدين وتعمير المساجد ودور التحفيظ وهداية الناس ونشر العلم الشرعي وغيرها من الأمور التي تساعد على حفظ الدين.

توافق مقاصد القرآن مع الفطرة السليمة:

ان المتأمل لمقاصد القرآن الكريم يجدها تتوافق مع الفطرة السليمة. ومن الأمثلة التي يتجلى فيها توافق مقاصد القرآن مع الفطرة:

• مقصد تشريع الأحكام يتوافق مع الفطرة: مثلاً في قوله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) (١)؛ حيث أمر من الله تعالي بعدم قتل النفس أو إلقاءها في التهلكة. فهو مبدأ أساسي في مقصد التشريع، ومع ذلك نجده يتوافق مع الفطرة السلمية. فالانسان السوي لا يلقي بنفسه إلى الهلاك وهو حريص على حفظ نفسه وحمايتها من الهلاك. مثال آخر على ذلك في قوله تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (٢). فمن فطرة الإنسان السليم أنه يصرف على أولاده وأهله. ومن فطرة الأم أنها ترضع ابنها.

• مقصد تهذيب الأخلاق يتوافق مع الفطرة: ففي قوله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (٣)، أمر الله تعالى الأزواج بحسن معاشرة زوجاتهم. وهو مع ذلك أمر مجبول عليه الإنسان السوي، فالرجل يحب زوجته عادة لدرجة أنه


(١) سورة النساء، آية ٢٩.
(٢) سورة البقرة، آية ٢٣٣.
(٣) سورة النساء، آية ١٩.

<<  <   >  >>