للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اصطفاهم الله من خلقه بعد نبيه فإن الله يقول: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ} (١) فاعلم: أنه اصطفى الأنبياء وآل الأنبياء صلى الله عليهم.

تنبيهان:

الأول: الصواب إضافة "آل" إلى المضمر؛ لأن السماع الصحيح يعضده (٢).

الثاني: هل تضاف "آل" إلى البلدان فيقال: "آل المدينة"؟ جوزه الأخفش ومنعه الكسائى.

وأما: "الصحب" فهو جمع صاحب كركب وراكب، وهو كل مسلم رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، هذا هو المختار في حده، ويدخل في هذا [التفسير] (٣) ابن أم مكتوم الأعمى وغيره، وقد حكيت في "المقنع في علوم الحديث" ستة أقوال في حده فراجعها منه وهو كتاب جليل نفع الله به (٤).

ثم اعلم أن بين "الآل" و"الصحب" عمومًا وخصوصًا من وجه؛ وإن التابعي الذي من بني هاشم وبني المطلب من الأول وليس من الثاني، وسلمان الفارسي مثلًا بالعكس فلذلك حَسُنَ عطفهم عليهم.


(١) سورة آل عمران: آيه ٣٣.
(٢) انظر: المجموع شرح المهذب (١/ ٧٦).
(٣) في الأصل (التعيين)، والتصويب من ن ب.
(٤) المقنع في علوم الحديث، تحقيق عبد الله الجديع (ص ٤٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>