للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال غيره المراد بالدنيا حياتها وما فيها، متاعها لا ذاتها [وكأنه] (١) قال: خير من متاع الدنيا.

وقال غيرهما: إنما قال: ذلك لأنه بشر أن حساب أمته يقدر بهما، فلهذا كانتا عنده خير من الدنيا وما فيها، لما يتذكر بها من

عظم رحمة الله بأمته من ذلك الموقف العظيم.

وقال بعض فضلاء المالكية في تفسير النووي السالف: نظر فإنه قد جاء في الحديث الآخر: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلَّا ذكر الله" (٢) الحديث. وخير هنا أفعل تفضيل، وهو يقتضي المشاركة في الأصل وزيادة كما تقرر، ولا مشاركة بين فضيلة ركعتي الفجر ومتاع الدنيا المخبر عنه بأنه ملعون، ويبعد أن يحمل كلام الشارع على ما شذ من قولهم: العسل أحلى من الخل. إلَّا أن يقال: إن المعنى ما يحصل من نعيم ثواب ركعتي الفجر في الدار الآخرة خير مما يتنعم به في الدنيا فترجع (٣) المفاضلة إلى ذات النعيم الحاصل بين الدارين، [لا] (٤) إلى نفس ركعتي الفجر ومتاع الدنيا.


(١) في ن ب (فكأنه).
(٢) أخرجه الترمذي (٢٣٢٣)، وابن ماجه (٤١١٢)، والبغوي في شرح السنة (١٤/ ٢٣٠)، وله شاهد من حديث جابر عند أبي نعيم في الحلية (٣/ ١٥٧، ٧/ ٩٠)، وصححه الضياء، وأيضًا من حديث ابن مسعود عند البزار.
(٣) في الأصل (ورفع)، وما أثبت من ن ب.
(٤) في ن ب ساقطة.

<<  <  ج: ص:  >  >>