للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ففي رواية، "ورأيت بلالًا أخرى وضوءًا فرأيت الناس يبتدرون ذلك الوضوء فمن أصاب منه شيئًا يمسح به، ومن لم يصب منه أخذ من بلل يد صاحبه"، ففيه التبرك (١) بآثار الصالحين والتماس خيرهم وبركتهم.

وفيه شدة تعظيم أصحابه له وإجلالهم لمكانه [وعظيم] (٢) حقه وعظم الحرص على نيل بركته، وكانوا عنده كأنما على رؤوسهم الطير إذا تكلم أنصتوا، وإذا تنخم أو توضأ بادروا كما سلف قريبًا، وذلك بعض ما يجب من إعظامه وإجلاله، وكيف لا! وقد أنقذهم من النار، وأبعدهم عن دار البوار، وما أحسن قول القائل:

ولو قيل لمجنون ليلى ووصلها ... تريد أم الدنيا وما في طواياها

لقال غبار من تراب نعالها ... أحب إلى نفسي وأشفى لبلواها

ثامنها: "الحلة": ثوبان [غير ملفقين] (٣) إزار ورداء.

وسميا بذلك لأن كل واحد يحل على الآخر.

قال أهل اللغة: ولا يقال: حلة لثوب واحد.

قال البطليوسي (٤): إلَّا أن يكون له بطانة.


(١) انظر الجزء الأول من هذا الكتاب، وللاستزادة. انظر: تيسير العزيز الحميد (١٥٣).
(٢) في ن ب (وعظم).
(٣) في الأصل (عراقيين)، وفي ن ب (غير لفقين)، والتصحيح من المصباح المنير (١/ ١٤٨). الحلة: بالضم لا تكون إلَّا ثوبين من جنس واحد.
(٤) هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن السَّيد البطليوسي المتوفى سنة =

<<  <  ج: ص:  >  >>