خامسها: فيه دليل على أن التكبير لم يكن معمولًا به حينئذٍ لقوله: "لقد ذكرني"، وإنما يتذكر من نسي ولو كان معمولًا به لم ينس وقد قدمنا أن ذلك كان في زمن أبي هريرة، ثم استقر العمل عليه إلى الآن.
قال بعض المالكية: ونظيره قول عائشة - رضي الله عنها -: "ما أسرع ما نسي الناس أن يعيبوا ما لا علم لهم به. والله ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سهيل وأخيه إلَّا في المسجد"(١) حتى استدل به بعضهم على أن المعمول به عند الصحابة ترك الصلاة على الجنازة في المسجد. وفي ذلك نظر لا يخفى.
سادسها: فيه دليل على أن تأخر المأمومين خلف الإِمام وهو مذهب الجمهور خلافًا لأبي حنيفة والكوفيين في أن موقفهما عن يمين الإِمام وشماله. وقد تقدم الكلام في ذلك في باب الصفوف.
سابعها: هذا الحديث لم يستوف فيه تكبيرات الانتقالات ولا الذي قبله، فقد يستدل به على عدم وجوبها.
(١) مسلم (٩٩، ١٠٠) في الجنائز، والثاني (٤/ ٦٨)، والترمذي (١٠٣٣)، والطحاوي (١/ ٤٩٠)، والبغوي (١٤٩١، ١٤٩٢)، وأبو داود (٣١٨٩، ٣١٩٠)، وابن ماجه (١٥١٨)، وأحمد في المسند (٦/ ٧٩، ١٣٣، ٢٦١، ١٦٩)، والموطأ (١/ ٢٢٩)، وابن حبان (٣٠٦٥، ٣٠٦٦).