للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سلام، كما قالوا: حلّ وحلال، وحرّم وحرام، قال: وكانوا [يستحبون] (١) أن يقولوا في أول الكتاب: سلام عليكم بمعنى: التحية، وفي آخره: السلام [عليكم] (٢) بمعنى: الوداع (٣).

فائدة ثالثة: في هذا الحديث من أصول الفقه: أن عطف العام على الخاص لا يقتضي أن المراد بالعام ذلك الخاص المتقدم، بل يحمل الأول على التشريف والاهتمام به، كما لو تقدم العام وعطف عليه الخاص، وفيه خلاف حكاه القاضي عبد الوهاب، ووجه الاستدلال قوله: (٤) (السلام عليك)، (السلام علينا)، وهما خاص، ثم عطف، ويؤخذ من ذلك أيضًا تفضيله - عليه الصلاة والسلام - على جميع الخلق لتخصيصه بالسلام، ثم التعميم له ولغيره، ولا شك في ذلك، وهو [ما قرره] (٥) القرطبي (٦) في (تفسير) قوله -تعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧)} (٧).


(١) في ن ب (يستفتحون).
(٢) في ن ب د (عليك).
(٣) غريب الخطابي (١/ ٦٩٤). قال ابن قتيبة في أدب الكاتب (٢٠٢)، وتكتب في صدر الكتاب سلام عليك وفي آخره السلام عليك لأن الشيء إذا بدىء بذكره كان نكرة، فإذا عدته صار معرفة.
(٤) في ن ب زيادة (عليه).
(٥) في ن ب (ما قدره).
(٦) تفسير القرظبي (١١/ ٣٥٠).
(٧) سورة الأنبياء: آية ١٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>