للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المعائب، وهو أحد التأويلات في قولهم: تبارك الله (١).


(١) قال ابن القيم -رحمنا الله وإياه- في بدائع الفوائد (٢/ ١٨٥): البركة نوعان:
أحدهما: بركة هي فعله -تبارك وتعالى- والفعل منها: بارك، ويتعدى بنفسه تارة، وبأداة على تارة، وبأداة في تارة، والمفعول منها: مبارك، وهو ما جعل كذلك، فكان باركًا يجعله تعالى.
الثانية: بركة تضاف إليه إضافة الرحمة والعزة، والفعل منها، تبارك.
ولهذا لا يقال لغيره ذلك، ولا تصلح إلَّا له -عز وجل- فهو -سبحانه- المبارك، وعبده ورسوله المبارك، كما قال المسيح: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} فمن بارك الله فيه وعليه فهو المبارك. وأما صفته: تبارك فمختصة به -تعالى- كما أطلقها على نفسه، بقوله: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٦٤)}، {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}، {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (١٤)}، {وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ}، {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ}، {فِي السَّمَاءِ}. أفلا تراها كيف أطردت في القرآن جارية عليه مختصة به، لا تطلق على غيره، وجاءت على بناء السعة والمبالغة والعظمة: كتعالى وتعاظم ونحوهما، فجاء بناء تبارك على بناء تعالى الذي هو دال على كمال العلو ونهايته.
فائدة: الرب -سبحانه- يقال في حقه تبارك ولا يقال مبارك. وبالمناسبة للفائدة ننقل عن ألفاظ ممنوعة شرعًا بلفظ البركة:
سئل شيخ الإِسلام عمن يقول: قضيت حاجتي ببركة الله وبركة الشيخ.
فأجاب -رحمه الله-: بأن هذا منكر من القول، فإنه لا يقرن بالله في مثل هذا غيره كما نهى - صلى الله عليه وسلم - من قال: "ما شاء الله وشئت" إلى أن قال: (وقول القائل: ببركة الشيخ قد يعني بها دعاءه، وأسرع الدعاء: إجابة دعاء غائب لغائب، وقد يعني بها بركة ما أمره به وعلمه من الخير، وقد =

<<  <  ج: ص:  >  >>