للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحادي والعشرون: اختلف أرباب المعاني في فائدة قوله: "كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم" وإن كان المصنف لم يذكر في

روايته إبراهيم على تأويلات كثيرة.

أظهرها: كما قال القاضي (١) والقرطبي (٢): أن نبينا


= يعني بها بركة: معونته له على الحق وموالاته في الدين ونحو ذلك. وهذه كلها معان صحيحة، وقد يعني بها دعاءه للميت والغائب، إذ استقلال الشيخ بذلك التأثير أو فعله لما هو عاجز عنه، أو غير قادر عليه أو غير قاصد له، ومتابعته أو مطاوعته على ذلك من البدع المنكرات، ونحو هذه المعاني الباطلة. انظر: الفتاوى (٢٧/ ٩٥، ٩٦).
سئل الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- عن قول بعض العامة: تباركت علينا يا فلان، أو يا فلان تباركت علينا؟
قال: هذا لا يجوز. فهو -تعالى- المبارِك، والعبد هو المبارَك -أي عليه- وقول ابن عباس: "تبارك الله" تعاظم، يريد أنه مثله في الدلالة على المبالغة، والبركة هي دوام الخير وكثرته، ولا خير أكثر وأدوم من خيره -سبحانه وتعالى-. والخلق يكون في بعضهم شيء، ولا يبلغ النهاية. فيقال: مبارك أو فيه بركة وشبه ذلك). انظر: الفتاوى (١/ ٢٠٧).
سئل الشيخ عبد الله أبو بطين -رحمه الله-: عن قول بعض الناس: نتبرك بالله ثم بك، نتبرك بدخولكم، نتبرك بحضرتكم. فأجاب:
(ما علمت فيه شيئًا ولا أحبه، خاصة إذا قيل ذلك لمن لا يظن به خير). انظر: الدرر السنية كتاب النكاح (٦/ ٣٥٨).
(١) إكمال أكمال المعلم (٢/ ١٦٤).
(٢) المفهم (٢/ ٧٩٣). اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>