للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومثله أن بعضهم توقف عن أن يجعل ذكره لا إله إلَّا الله خشية من اخترام المنية بين النفي والإِثبات، وجعل ذكره: الله، الله. وكل هذا بعيد والخير كله في اتباع السنة، بل في شرع ذلك للعبد لبشرى بتأهيله له، فللَّه الحمد.

الحادي عشر: قوله: "مغفرة من عندك" المغفرة لا تكون إلَّا من عنده، ففي هذا وجهان:

الأول: أن تكون إشارة إلى التوحيد المذكور: كأنه قال: لا يفعل هذا إلَّا أنت، فافعله أنت.

الثاني: وهو الأحسن كما قال الشيخ تقي الدين (١): أن يكون إشارة إلى طلب مغفرة يتفضل بها من عند الله -تعالى- لا يقتضيها

سبب من العبد من عمل حسن ولا غيره، فهي رحمة من عنده بهذا التفسير ليس [للعبد فيها سبب] (٢) وهذا تبرأ من الأسباب (٣) والإِدلال


(١) إحكام الأحكام (٣/ ٤٢).
(٢) في ن د (فيها للعبد سبب).
(٣) قال الصنعاني في حاشيته (٣/ ٤٢): مراد الشارح المحقق أنه ليس الطلب للمغفرة للإِدلال بالأعمال لأن الأعمال، غير معلوم قبولها ولا سلامتها عما يعقبها مما يخل بها ويهضم جانب الاعتداد بها. فالمغفرة من عنده فضلًا، فالكل من فضل الله -تعالى-، جعل السبب وربط المسبب به وهداية العبد إليه، كما قال -تعالى-: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}، ولذا قيل:
علقوا الفضل بأسباب التقى ... ما ترى الأسباب ما الأسباب فيها
ليس إلَّا الفضل فيها سببًا ... قف هنا إن شئت أو تزداد تيها

<<  <  ج: ص:  >  >>