قال السفاريني في شرح الثلاثيات (٢/ ٩٠٣): فالاستغفار التام الموجب للمغفرة، هو ما قارن عدم الإِصرار، كما مدح الله أهله، ووعدهم المغفرة. قال بعض العارفين: من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته، فهو كاذب في استغفاره، فأفضل الاستغفار، ما اقترن به ترك الإِصرار وهو حيئنذ توبة نصوح، وأما إن قال بلسانه: أستغفر الله. وهو غير مقلع بلقبه فهو دعاء مجرد، إن شاء الله أجابه، وإن شاء رده، وربما يكون الإِصرار مانعًا من الإِجابة. وأما من قال: هو توبة الكذابين، فمراده أنه ليس بتوبة كما يعتقده بعض الناس، وهذا حق، فإن التوبة لا تكون مع الإِصرار. وأما إن قال: أستغفر الله وأتوب إليه، فهذا له حالتان: إحداهما: أن يكون مصرًّا بقلبه على المعصية، فهذا كاذب في قوله: "أتوب إليه" لأنه غير تائب، فلا يجوز له أن يخبر عن نفسه بأنه تائب، وهو غير تائب. الثانية: أن يكون مقلعًا عن المعصية بقلبه، وفيه خلاف، والصحيح جوازه.