للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كريم لا يغيره صباح ... عن الخلق الكريم ولا مسا

تنادي الريح مكرمة وجودا ... إذا ما الضب أحجره الشتا

وأرضك أرض مكرمة تبنها ... بنو تيم وأنت لها سما

إذا أثنى عليك المرء يومًا ... كفاه من تعرضه الثنا

وهذا الشعر لأمية بن أبي الصلت يمدح عبد الله بن جدعان التيمي. فإذا كان الثناء كاف في المخلوقين فما ظنك برب العالمين، ولأن في الدعاء تحكمًا لقوله: اللهم افعل. ومنهم من رجح الأول لقوله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (١)، وفي الصحيح: "هل من داع فأستجيب له" (٢). وفي الحديث: "الدعاء مخ العبادة"، وأن الدعاء المأثور، أفضل من الذكر المأثور وأجاب عن الحديث السالف أن معناه أن العبد ليس في كل حاله يدعو، بل هو تارة يدعو، وتارة يذكر. فإذا دعا استجيب له وإذا ذكر أعطاه أكثر ما سأله، فهو الكريم في الحالين، وما أحسن قول الشاعر:

[الله يغضب إن تركت سؤاله ... وبني آدم حين يسأل يغضب] (٣)

وأجاب عن قولهم: إن في الدعاء تحكمًا، بأنه إنما يكون ذلك لو كان أمرًا، وإنما هو طلب وتضرع وإظهار لذل العبودية وعز الربوبية.


(١) سورة غافر: آية ٦٠.
(٢) البخاري فتح (٩/ ١١٥)، ومسلم (١/ ٧٥)، ومالك في الموطأ (١/ ٢١٤)، وأحمد (٢/ ٥٠٤).
(٣) زيادة من ن ب د.

<<  <  ج: ص:  >  >>