للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والثاني: تفضيل الفقير لاستعاذته - صلى الله عليه وسلم - من الغِنَى خصوصًا إذا كان مطغيًا، وهو قول جمهور الصوفية كما سيأتي.

والثالث: تفضيل الكفاف لسؤاله - صلى الله عليه وسلم - إياه.

والرابع: أن التفضيل باعتبار حال الناس في الغنى والفقر بالنسبة إلى صلاحهم في أنفسهم وأديانهم.

الخامس: التوقف عن تفضيل واحد منهما على الآخر والمسألة لها [عوز] (١) وفيها أحاديث متعارضة، وقد صنف العلماء فيها كتبًا عديدة.

قال القرطبي (٢): والذي يظهر لي في الحال أن الأفضل من ذلك ما اختاره الله لنبيه ولجمهور صحابته وهو الفقر غير المدقع، ويكفيك دليلًا "أن فقراء المسلمين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام وأصحاب الأموال محبوسون على قنطرة بين الجنة والنار يسألون عن فضول أموالهم"، [كما ثبت في الصحيح و (٣)] (٤) على هذا فيتعين


(١) هكذا في الأصل، وفي ن د، وفي ن ب (عرز).
(٢) في المفهم (٢/ ١٠٤٢).
(٣) المدارج (٢/ ٤٤٢)، وعدة الصابرين (١٢٥، ١٤٢، ١٤٦، ٢٣٠)، وبدائع الفوئد (٣/ ١٦٢)، وطريق الهجرتين (٦٢٦)، وروائع المسائل (٢٣٨). انظر: حاشية إحكام الأحكام (٣/ ٨٣)، وذلك للاطلاع على التفضيل بين الغني والفقير من رواية أسامة بن زيد عند البخاري (٥١٩٦)، ومسلم (٢٧٣٦)، وأحمد (٥/ ٢٠٥)، والبغوي (٤٠٦٤)، ولفظه: "قمت على باب الجنة"، فإذا عامة من يدخلها المساكين، وإذا أصحاب الجد محبوسون ... " الحديث.
(٤) غير موجودة في المفهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>