ثانيًا: أن فداء إسماعيل - عليه السلام - بهذا الكبش دليل على أفضليته إذ لو علم الله غيره أفضل منه لفداه به. ثالثًا: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحى بكبشين أملحين. رابعًا: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نزل جبريل في يوم عيد فقلت: يا جبريل، كيف ترى عيدنا؟ فقال: يا محمد، لقد تباهى به أهل السماء، وقال: اعلم يا محمد أن الجذع من الضأن خير من المسن من المعز والبقر والإِبل، ولو علم الله ذبحًا خيرًا منه لفدى به إبراهيم ابنه"، قال ابن عبد البر: لا أعلم له إسنادًا غير هذا، انفرد به الحنيني وليس ممن يحتج به. خامسًا: أن الكبش أول قربان تقبله الله، ثم فدى بمثله الذبيح وقد ردَّ المخالفون على استدلالهم بالآية: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (١٠٧)}، فجائز أن يطلق عليه عظيم لما ذكر عن ابن عباس: أنه رعي في الجنة أربعين خريفًا، وأنه الذي قرَّبه ابن آدم فتقبل منه ورفع إلى الجنة. وقال أبو حنيفة وأصحابه: الجزور في الأضحية أفضل ما ضُحي به، ثم يتلوه البقر، ثم يتلوه الشاة. وحجتهم: حديث "فكأنما قرب بدنة" ... إلخ، إجماعهم على أن أفضل الهدايا الإِبل، فكان هذا الإِجماع يقضي على ما اختلفوا فيه من الضحايا لأنها نسكان شريعة، وقربان، وقد قالوا ما استسير من الهدي "شاة" فدل ذلك نقصانه عن مرتبة ما هو أعلى منه. حديث أفضل الرقاب لما سئل فقال: "أغلاها ثمنًا، وأنفسها عند أهلها"، ومعلوم أن الإِبل أغلى وأنفس عند الناس. مذهب الشافعية: الإِبل، والبقر، الضأن، المعز. اهـ، من الاستذكار (٥/ ١٤). أما في الهدي فالتقرب بالإِبل أفضل من غيرها بالاتفاق، لأن المقصود في الهدي التوسعة على الفقراء وأما في الضحايا فهو التذكير بقصة الذبيح.