للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثامن: قوله: "ما رأينا الشمس سبتًا" هو بسين ثم باء موحدة ثم مثناة فوق، أي جمعة، وقد بيَّن في رواية أخرى المراد به سبعة أيام: أولها بعض يوم الجمعة ويوم السبت، وآخرها يوم الخميس وبعض يوم الجمعة. وهو في اللغة القطع، وبه سمي يوم السبت.

وقال ثابت: في تفسير قوله: "سبتًا" أي قطعة من الزمان يقال: سبت من الدهر أي قطعة منه، وسبّته قطّعته، وقد رواه الداوودي (١) "ستًّا" وفسره ستة أيام من الدهر. وهو تصحيف، كما قال القرطبي (٢).

والصحيح من حيث الرواية الأول، وإن كان الثاني يصح من حيث المعنى، فإنهم ما رأوها سبعة أيام كوامل، بل ستًّا كوامل، وبعض يوميّ جمعة، وذلك لا يطلق عليه يوم كامل.

فائدة: "السبت" من الألفاظ المشتركة (٣).

فالسبت: الدهر، والراحة، وحلق الرأس، وإرسال الشعر عن العقص، وضرب من سير الإِبل.

قال أبو عمرو: وهو العنق.


(١) أي أحد رواة البخاري وقد جاء في سنن الدارقطني "ستًا".
(٢) في المفهم (٣/ ١٥٠٨)، وقد تعقبه ابن حجر في الفتح (٢/ ٥٠٤).
(٣) في اتفاق المباني (١٩٨، ١٩٩)، هذه المعاني المذكورة وزيادة: وهذا غلام سبت: إذا كان جريئًا عازمًا، وقال أبو عمرو: هذا يومٌ سبتٌ: طويل، وسبت القدر مسبتًا إذا نشر مدادها ومنه: عرق الهجير بها سُبَاتُ المرجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>