للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثاني عشر: نص الشافعي (١) وأصحابه، ومن وافقهم: على أنه يباح ستر وجهه ولا يحرم، وخالف في ذلك مالك وأبو حنيفة فقالا: إن إحرام الرجل في وجهه أيضًا.

والجواب عن رواية الكتاب من وجهين:

الأول: الطعن فيها بوهم الراوي كما أسلفته عن البيهقي.

الثاني: أن يتأول على أن النهي عن تغطيته ليس مقصودًا لذاته، بل لكونه لازمًا لتغطية الرأس غالبًا، ولا بد من تأويله، لأن المخالف يقول: لا يمنع من ستر رأسه ووجهه كما سلف، والشافعي ومن وافقه يقول: يباح ستر وجهه فقط فيتعين تأويل الحديث.

الثالث عشر: يستفاد من الحديث بقاء حكم الإِحرام في الميت المحرم، وهو مذهبنا ومذهب أحمد كما قررته لك.

واختلف أصحابنا في [أن] (٢) الموت هل يبطل الصوم؟

فقيل: لا، كالإحرام لأنه - عليه الصلاة والسلام - قال لعثمان: "أنت تفطر عندنا الليلة"، رواه ابن حبان (٣) في "صحيحه" والحاكم في مستدركه، وقال: صحيح الإِسناد.


(١) الأم (١/ ٢٦٩).
(٢) زيادة من ن ب د.
(٣) ابن حبان (٦٩١٩)، والطبري في تاريخه (٤/ ٣٥٤، ٣٥٦، ٣٨٣، ٣٨٤)، والحافظ في المطالب العالية (٤/ ٢٨٣، ٢٨٦)، وقال: رجاله ثقات سمع بعضهم من بعض، والحاكم في المستدرك (٣/ ١٠٣)، ووافقه الذهبي، ونسبه ابن حجر في الفتح (٥/ ٤٠٨) إلى ابن حبان وابن خزيمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>