للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَعْلَم، وقد استعمل هذه اللغة الحريري، واختُلِفَ في معناه على أقوال:

أحدها: ينكر.

وثانيها: يكره.

وثالثها: يعيب وقد فُسر قوله -تعالى-: {هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا} (١) الآية. [يتكرهون] (٢) [وينكرون] (٣)، فإن فسرناه، بينكر فإن معناه: أنه لا عذر له في المنع إذا لم يكن موجبه، إلَّا أن كان فقيراً فأغناه الله، وجاء في البخاري: "فأغناه الله ورسوله" (٤)، وذلك ليس بموجب له فلا موجب البتة، وهذا من وَادِي قوله:

ولاعيب فيهم، غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب

فيقصدون النفي على سبيل المبالغة في الإِثبات، إذ المعنى أنه لم يكن لهم عيب إلَّا هذا، وهذا ليس بعيب فلا عيب فيهم البتة، وكذلك المعنى هنا إذا لم ينكر ابن جميل إلَّا كون الله أغناه بعد


(١) سورة المائدة: آية ٥٩.
(٢) في ن د (بيكرهون).
(٣) في ن ب ساقطة.
(٤) قال ابن حجر في الفتح (٣/ ٣٣٣): وقوله: "فأغناه الله ورسوله" إنما ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه لأنه كان سبباً لدخوله في الإِسلام فأصبح غنيّاً بعد فقره بما أفاء الله على رسوله وأباح لأمته من الغنائم، وهذا السياق من باب تأكيد المدح بما يشبه الذم، لأنه لم يكن له عذر إلَّا ما ذكر من أن الله أغناه، فلا عذر له، وفيه التعريض بكفران النعم وتقريع بسوء الصنيع في مقابلة الإِحسان. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>