للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قد فدا نفسه وعقيلاً فكأنه كان غريماً، وإليه يرد قوله أي في الرواية الآتية: "فهي له ومثلها".

وفي البخاري عن ابن إسحاق عن أبي الزناد: "هي عليه ومثلها معها" (١)، وقال ابن جريج (٢): حدثت عن الأعرج مثله. فيحتمل أن يحمل على هذه الرواية.

ويحتمل أن يكون -عليه الصلاة والسلام- أخرها عنه عامين لحاجة كانت بالعباس (٣) إليها, وللإِمام تأخير ذلك إذا أداه اجتهاده إليه كما فعل عمر بن الخطاب عام الرمادة إلى أن حيَّ الناس من العام المقبل، فأخذ منهم زكاة عامين (٤).

ويحتمل أن يكون المراد بقوله: "ومثلها معها"، أن عليه صدقة عام آخر قبله وأخرهما ليجد رفقاً به، حكاه الأصفهاني.


(١) قال ابن حجر في الفتح (٣/ ٣٣٤): بني الجمع بين الروايات، ومعنى "عليه" على التأويل الأول أي لازمة "له" وليس معناه أنه يقبضها لأن الصدقة عليه حرام لكونه من بني هاشم، ومنهم من حمل رواية الباب على ظاهرها فقال: كان ذلك قبل تحريم الصدقة على بني هاشم، ويؤيده رواية موسي بن عقبة عن أبي الزناد عن ابن خزيمة بلفظ "فهي له" بدل "عليه"، وقال البيهقي: اللام هنا بمعنى على لتتفق الروايات، وهذا أولى لأن المخرج واحد وإليه مال ابن حبان.
(٢) المرجع السابق.
(٣) انظر: شرح مسلم (٧/ ٥٧).
(٤) البغوي في السنة (٦/ ٣٥)، والأموال لأبي عبيد (٤٦٥، ٧٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>