للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والظاهر من مراجعة الأنصار، وقوله -عليه الصلاة والسلام-] (١) "ألَّا ترضون" إلى آخره أنه كان من صلب الغنيمة، وأن ذلك إنما كان لما يعلم من رضا أصحابه بذلك، ولطيب قلوبهم به. ويكون هذا مخصوصاً بتلك الواقعة، وله أن يفعل ما يشاء في الأموال والرقاب، والأصل التمسك بقواعد الشريعة على ما تقررت.

الثامن: الأنصار: جمع ومفرده نصير: كشريف وأشراف.

وقيل: ناصر كصاحب وأصحاب. وقد أسلفت ذلك في الكلام على حديث أبي أيوب في باب الاستطابة مع بيان نسب الأنصار وغيره فراجعه منه (٢).

قال الفاكهي: وجمع ناصر نصر: كصاحب وصحب. قال:


= أن يخرجوا منهم بأموالهم ونسائهم وأبنائهم فكانوا غنيمة للمسلمين، ولو لم يقذف الله في قلب رئيسهم أن سوقه معه هو الصواب لكان الرأي ما أشار إليه دريد فخالفة فكان ذلك سبباً لتصييرهم غنيمة للمسلمين، ثم اقتضت تلك الحكمة أن تقسم تلك الغنائم في المؤلفة ويوكل من قلبه ممتلىء بالإِيمان إلى إيمانه، ثم كان تمام التأليف رد من سبي منهم إليهم، فانشرحت صدورهم للإِسلام فدخلوا طائعين راغبين. اهـ، من محل المقصود. وقد ساق ذلك ابن حجر في الفتح (٨/ ٤٩)، وقال بعده (٨/ ٥٠)، وفي رواية هشام بن زيد عن أنس آخر الباب- (٤٣٣١): "إذا كانت شديدة فنحن ندعى، ويعطى الغنيمة غيرنا" وهذا ظاهر في أن العطاء كان من صلب الغنيمة بخلاف ما رجحه القرطبي. اهـ. انظر: شرح السنة للبغوي (١١/ ١١٤).
(١) في ن ب ساقطة.
(٢) انظر: مختار الصحاح (٢٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>