للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال مالك (١): لم أسمع أحداً من أهل العلم والفقه، ومن يقتدي به ينهي عن صومه، وصيامه حسن، وقد رأيت بعض أهل العلم [بصومه] (٢) وأراه كان يتحراه.

وقد قيل: إن الذي [كان] (٣) يتحرى صومه محمد بن المنكدر، وقيل: صفوان بن سليم، حكاها أبو عمرو (٤).

وهذا رأي من مالك خالفه فيه غيره، والسنة قاضية على من خالفها -والنهي ثابت من غير نسخ له، فتعين القول به-.

قال الداودي من أصحابهم: ولم يبلغ مالك هذا الحديث ولو بلغه لم يخالفه. أي فإنه يقول: كلٌّ مأخوذ من قوله ومتروك، إلَاّ صاحب هذا القبر. يشير إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وأما الفاكهي منهم فقال: في هذا العذر عندي بعد شهرة هذا الحديث وانتشاره.

وقال القاضي عياض: أخذ بظاهر هذا الحديث الشافعي ولعل قول مالك إليه يرجع، لأنه إنما قال: وصومه حسن. ومذهبه معلوم في كراهة تخصيص يوم بالصوم. وهذا محتمل من معنى [ما] (٥) جاء في الحديث الآخر: لا تخصوه بصيام. عند


(١) الموطأ (١/ ٣١١).
(٢) في ن ب ساقطة.
(٣) في ن ب (لا).
(٤) انظر: الاستذكار (١٠/ ٢٦٠، ٢٦١).
(٥) في ن ب ساقطة.

<<  <  ج: ص:  >  >>