للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تلك الليلة تغلبها. وكان ابن عباس (١) يحلف أنها ليلة سبع وعشرين، وينزع في ذلك بإِشارة عليها بني الصوفية عقدهم في كثير من الأدلة، فنقول: إذا عددت حروف {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} فقولك: "هي" هو الحرف السابع والعشرون (٢)، ووافقه على هذا الاستنباط أُبي بن كعب


(١) التمهيد (٢/ ٢٠٩، ٢١١)، والطبراني، كما ذكره ابن كثير في تفسيره (٤/ ٥٦٥).
(٢) نقل هذا القول عنه ابن قدامة في المغني (٤/ ٤٥٠)، وقال ابن حجر في الفتح (٤/ ٢٦٥): ونقله ابن حزم عن بعض المالكية وبالغ في إنكاره، ونقله ابن عطية في تفسيره وقال: إنه من ملح التفاسير وليس من متين العلم. اهـ.
أيضاً ذكره النووي في المجموع (٦/ ٤٦٠)، والهيثمي في خصوصيات الصيام (٢٣٠): قال القرطبي في تفسيره (٢٠/ ١٣٦): قال أبو بكر الوراق: إن الله -تعالى- قسّم ليالي هذا الشهر، شهر رمضان، على كلمات هذه السورة، فلما بلغ السابعة والعشرين أشار إليها فقال: "هي" وأيضاً فإن ليلة القدر كرر ذكرها ثلاث مرات وهي تسعة أحرف فتجيء سبعاً وعشرين. اهـ.
قلت: وهذا الاستنباط لا يكون نصّاً في هذه المسألة ولا ينبغي أن يستند إليه. اهـ.
وقال الهيثمي في خصوصيات الصيام (٢٣٠): فهذا الاستنباط لا يفيدهم شيئاً في محل النزاع، سيما مع النصوص الصريحة المرجحة لليلة ثلاث وعشرين وإحدى وعشرين، ثم قال -قال بعض الحفاظ: وهو كما قال أي لأن فيه نوع مناسبة لطيفة يمكن أن تكون مقصودة، وإلَاّ فهو مما يستملح ويستطرف، لا أنه مما يبرهن به على المطلوب، إذ لا يصلح للدلالة عليه. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>