للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى يصبح، وأن أمارة الشمس أن تخرج صبيحتها مستوية ليس لها شعاع، مثل القمر ليلة البدر، ولا يحل للشيطان أن يطلع معها يومئذ". قال أبو عمر: وهو حديث حسن غريب.

الرابعة: الحكمة في إخفاء هذه الليلة أن يجتهد الناس في طلبها رجاء إصابتها، فهي كالساعة في يوم الجمعة، وكالساعة في الليل، وكالصلاة الوسطى، وكالاسم الأعظم على القول بذلك. وكما أخفى تعالى رضاه في طاعته وغضبه في معصيته ووليه في خلقه كما في الحديث.

الخامسة: هذه الليلة أفضل ليالي السنة (١)، وهي مختصة بهذه


(١) قال الهيثمي -رحمنا الله وإياه- في خصوصيات الصيام (٢٣٥): قال في "الخادم": وحكى بعضهم الإِجماع على أنها أفضل ليالي السنَّة، ولكن في شامل ابن الصباغ عن أحمد أن ليلة الجمعة أفضل منها، الخبر: "خير يوم طلعت فيه الشمس ليلة الجمعة" لكن قال بعض الحفاظ من الحنابلة: لم يصح في ذلك عن أحمد شيء، وإنما قاله طوائف من أصحابه، واحتج الجمهور بقوله تعالى: "خير من ألف شهر" أي فيها منه في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، وإلَاّ لزم، تفضيل الشيء على نفسه بمراتب كما مر، وبه يندفع قول القاضي أبي يعلى من الحنابلة، إنهم يقدرون خير من ألف شهر ليس فيها ليلة الجمعة، إذ لا دليل على هذا التقدير، على أنه يلزم من التعبير بالشهر اشتماله على جمع، فتفضيلها على الجمع صريح الآية حينئذٍ، ولا يلزم من الشهر ليلة القدر. اهـ.
وسئل شيخ الإِسلام -رحمنا الله وإياه- في الفتاوى (٢٥/ ٢٨٦):عن ليلة القدر، وليلة الإِسراء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أيهما أفضل؟ فأجاب: بأن ليلة الإِسراء أفضل في حق النبي - صلى الله عليه وسلم -. وحظ الأمة من ليلة القدر أكمل من =

<<  <  ج: ص:  >  >>