للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعض الملاحدة وقال: ما سودته خطايا أهل الشرك ينبغي أن تبيضه يد أهل التوحيد، وعنه جوابان:

أحدهما: قاله ابن قتيبة (١): أنه لو شاء الله لكان ذلك فيه وإنما هو سبحانه أجرى العادة بأن السواد يَصبغ ولا يُصبغ، والبياض ينصبغ ولا يَصبغ، فقال: فيه المعترض إن الشيب أيضاً مثل السواد يصبغ.

والثاني: قاله المحب الطبري: وهو الأشبه أن بقاءه أسود فيه عبرة لمن له بصيرة فإن الخطايا إذا أثرت في الحجر بالسواد فتأثيرها في القلوب أشد وأعظم، قال: وأشد من هذا الجواب ما تضمنه حديث ابن عباس مرفوعاً: "نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضاً من اللبن فسودته خطايا بني آدم" (٢) رواه الترمذي والنسائي،


(١) ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (٢٨٧، ٢٩٠).
(٢) النسائي (٥/ ٢٢٦)، والترمذي (٨٧٧)، وابن خزيمة (٢٧٣٣)، وأحمد في مسنده (١/ ٣٠٧، ٣٢٩، ٣٧٣)، والطبراني في الكبير (١١/ ٤٥٣، ١٤٦)، والشعب للبيهقي (٧/ ٥٨٥)، وذكره في مجمع الزوائد (٣/ ٢٤٢)، وضعيف الجامع (٢٧٦٦)، قال ابن حجر في الفتح -رحمنا الله وإياه- (٣/ ٤٦٢): أخرجه الترمذي وصححه، وفيه عطاء بن السائب وهو صدوق لكنه اختلط، وجرير ممن سمع منه بعد اختلاطه لكن له طريق أخرى في صحيح ابن خزيمة فيقوى بها، وقد رواه النسائي من طريق حماد بن سلمة عن عطاء مختصراً ولفظه: "الحجر الأسود من الجنة" وحماد ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط. اهـ.
وقد روى بألفاظ أخرى عن ابن عباس وغيره، انظر: كنز العمال (٣٤٧٤٢) وما بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>