للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عدم رؤية المشركين للمسلمين إذ ذاك إذ العلة إنما كانت إظهار الجلد وإنكار المشركين فيما أدعوه من ضعفهم.

السادس: قوله: "إلَاّ الإِبقاء" قال: النووي في "شرح مسلم" (١) هو بكسر الهمزة وسكون الباء الموحدة وبالمد أي الرفق بهم. ولم يزد على ذلك.

وقال القرطبي (٢): رواية "الإِبقاء" بالرفع على أنه فاعل "يمنعهم" ويجوز نصبه على أن يكون مفعولاً من أجله، ويكون في "يمنعهم" ضمير عائد على النبي - صلى الله عليه وسلم - هو فاعله فتأمله.

السابع: اعلم أن الرمل شرع لحكمة إظهار قوة المؤمنين إرغاماً للمشركين لإِظهار التوحيد للرب جل وعز في امتثال أمره بحضرتهم وقد زالت الحكمة التي شرع لأجلها وحكمه باق إلى يوم القيامة عند الأمن إلَاّ ابن عباس (٣) فإنه قال إن استحبابه كان ذلك الوقت لإِظهار القوة للكفار وزال بزوال علته. وليس كما قال فنفعله الآن تأسياً واقتداء بالشارع كما وقع التأسي بكثير من أفعال الحج تعبداً كالسعي ورمي الجمار فإن السعي سبب التعبد به قصة هاجر مع ابنها إسماعيل وتركها إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- في ذلك


(١) (٩/ ١٣).
(٢) المفهم (٣/ ٣٧٦).
(٣) انظر روايته عند: مسلم (١٢٦٤)، والترمذي (٨٦٣) , وأبو داود (١٨٨٥) في الحج، باب: في الرمل، وابن ماجه (٢٩٥٣)، والحميدي (٥١١)، وأحمد (١/ ٢٩٧، ٢٩٨)، والنسائي (٥/ ٢٤٢)، وأبو يعلى (٢٣٣٩)، والبيهقي (٥/ ٨٢)، وابن خزيمة (٢٧٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>