للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والليل والنهار يعوم فيها في الفلك ومنه قوله تعالى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٤٠)} (١) وهو مصدر عام يعوم عوماً وعاما وعاومت النخلة إذا حملت سنة ولم تحمل أخرى (٢).

"والفتح" هو فتح مكة وكان في عشرين رمضان في السنة الثانية من الهجرة كما سلف في باب حرمة مكة وإنما قيده "بعام الفتح" تنبيها على ما كانوا يعتمدونه في الأحكام من الأخذ بالآخر فلآخر منها.

الثاني: قوله "إن الله ورسوله حرم" كذا الرواية "حرّم" مسند إلى ضمير الواحد. وكأن أصله: حَرَّما. لأنه تقدم اثنان، لكن تأدب - صلى الله عليه وسلم -، فلم يجمع بينه وبين اسم الله تعالى في ضمير الاثنين، لأن هذا من نوع [مارد] (٣) على الخطيب الذي قال: "ومن يعصهما فقد غوى. فقال له: بئس الخطيب أنت. قل: ومن يعص الله ورسوله" (٤)


(١) سورة يس: آية ٤٠.
(٢) انظر: تهذيب اللغة للأزهري (٣/ ٢٥٢).
(٣) في الأصل (ما ورد)، وبه لا يستقيم الكلام.
(٤) أحمد (٤/ ٣٧٩)، ومسلم (٨٧٠) في الجمعة، باب: تخفيف الصلاة والخطبة، وأبو داود في الصلاة، باب: الرجل يخطب على قوس (١٠٩٩)، وفي الأدب، باب: [٨٥]، والنسائي (١/ ٩٠)، والحاكم (١/ ٢٨٩)، والطحاوي في مشكل الآثار (٤/ ٢٩٦).
قال النووي -رحمنا الله وإياه- في معنى هذا في شرح مسلم (٦/ ١٥٩): (قوله: (إن رجلاً خطب عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بئس =

<<  <  ج: ص:  >  >>